قصر السكاكيني:
تتميز القاهرة القديمة بمصر العظيمة بالتراث الشاهد على عظمة وفخامة تاريخ مصر، بخطوات قليلة من محطة مترو غمرة
وبالتحديد في ميدان السكاكينى بمنطقة الظاهر بالقاهرة القديمة سوف ترى قصر السكاكيني
وهو تحفة ايطالية تجسد اسمى ايات الإبداع والجمال في فنون العمارة والبناء والتصميم الهندسي
فهو يجمع بين الفن المعماري الأوربي الإيطالي ويحتوي على تماثيل ونقوش وزخارف تعود للعصور اليونانية والرومانية والقبطية
وتتداخل فيه الطرازات المختلفة من حول العالم، ويعتبر نموذجا لفن الروكوكو،
ومثل هذه الأبنية والقصور تقف الآن مؤكدة على عظمة المعمار الذى جمع العديد من الثقافات الأوروبية الرومانية
ومنها ايضاً الإيطالية واليونانية على الاراضي المصرية.
وقد بنى القصر الشهير على يد امهر مهندسين معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصا للمشاركة فى بنائه ، واستغرق البناء 5 سنوات
متواصلة من البناء وتحديداً في الفترة بين عامي 1892 و1897، وقد بني قصر السكاكيني على أيدي حبيب باشا السكاكيني،
وهو سوري الأصل جاء إلى القاهرة في عمر السابعة عشرة عاماً، وعمل في شركة قناة السويس،
وأظهر تفوقاً وبراعة في مجال عمله،
حتى كلفه الخديو إسماعيل، حاكم مصر في تلك الفترة، بمشروع إنشاء دار الأوبرا الخديوية، مع معماري إيطالي،
ونجح في تنفيذ المشروع بدقة وإتقان في الموعد المحدد، وبعدها أصبح أحد أشهر المقاولين في مصر
وأقيم القصر على بركة كانت تسمى «بركة قمزيحي الظاهر»، وشيد على الطراز الإيطالي على مساحة 2698 متراً مربعاً،
وبارتفاع 5 طوابق، ويحتوي على 50 غرفة، و400 نافذة وباب، و300 تمثال،
أبرزها تمثال نصفي لمالكه، السكاكيني باشا، وضع في أعلى المدخل الرئيس للقصر،
وتمثال فتاة «درة التاج»، وتمثال على هيئة تمساح، وتماثيل أخرى صُنعت من الرخام، ويحيط بأركان القصر 4 أبراج
وفوق كل برج قبة صغيرة. يتكون الطابق الأول من 4 غرف، ويتكون الطابق الثاني من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين،
أما الصالة الرئيسة، فتبلغ مساحتها 600 متر مربع، وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر،
وللقصر مصعد يطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى غرفة الإعاشة الصيفية ورغم مرور 120 عاما على بناء قصر السكاكيني
بمنطقة الظاهر بوسط القاهرة إلا أنه أصبح يرسم شخصية هذه المنطقة فى القاهرة بحى الظاهر وعرف محيط القصر باسمه،
وسمى بميدان السكاكينى ، وقد أصبح هذا القصر الشاهد على القاهرة في فترة فاصلة من تاريخها الحديث.
مالك قصر السكاكيني :
مالك قصر السكاكيني هو السورى غابرييل حبيب السكاكيني الذي ولد في دمشق عام 1841،
وهو شاب سورى في السابعة عشر من عمره ، ولقب بـ«السكاكيني» نسبة إلى والده الذي كان يعمل في صناعة الأسلحة البيضاء
جاء إلى مصر للعمل فى عام 1856 وتولى فى البداية وظيفة بشركة قناة السويس ببورسعيد
وبعد سنوات انتقل إلى القاهرة ليلحق بعمل اخر ، وقد جذب حبيب السكاكيني انتباه الخديوي إسماعيل حاكم مصر لذكائه الشديد،
حيث تمكن من حل مشكلة انتشار القوارض وما تنقله من أوبئة عن طريق إرسال طرود كبيرة
من القطط الجائعة بمنطقة قناة السويس، فقضت على هذه المشكلة تماماً.
ولشدة أعجاب الخديوى أسماعيل بحبيب السكاكينى فقد كلفه باستكمال بناء الأوبرا الخديوية
التي استقبلت زيارة الملوك الأوروبيين والمدعوين لحضور حفل أفتتاح القناة وحضورهم إلى مصر
للمشاركة فى أفخم احتفال تشهده البلاد وذلك لافتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869،
ونجح بالفعل في الانتهاء من بناء الأوبرا في الوقت المحدد.
ولما اصبحت مكانته لها شأن كبير بالدوله المصرية ، أنعم عليه الخديوي بلقب البهويه "بيك"،
وأصبح حبيب السكاكيني بيك بالنهاية من المقاولين الأثرياء في ذلك الوقت،
وفي مارس 1901 منحه البابا في روما لقب "الكونت" لخدماته المجتمعية.
وصف قصرالسكاكيني:
قصه بداية بناء قصر السكاكيني:
ووقع في غرامه فقرر ان ينى له قصراً مثله يكون نسخة طبق الأصل من القصر الذي شاهده في إيطاليا
وقد اختار حبيب بيك السكاكينى لقصره موقع جذاب فى القاهرة وبالتحديد فى منطقة الظاهر الذى يضم 8 طرق رئيسية هامة
وبالتالي اصبح القصر نقطة مركزية في منطقة الظاهر بالقاهرة القديمة،
وما ساعد السكاكيني بيك فى الحصول على هذا الموقع المميز هو علاقة السكاكيني بيك بالخديوي أسماعيل
بعد ان نفذ له طلبه بالقضاء على مشكلة القوارض تماماً ونجح فى مهمته بشركة قناة السويس ببورسعيد
فقد وصلت العلاقه بينهما لان اصبحا صديقين.
شكل قصر السكاكيني:
وقد بني هذا القصر الرائع على مساحة 2698 متر مربع ويضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق
ليحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب و300 تمثال، ومنهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر
كما يوجد 6 بوابات لمداخل القصر تقع كل منها أمام أحد الشوارع فهناك اثنان أمام شارع السكاكيني وامتداده،
ومثلها أمام شارع ابن خلدون وامتداده، ومثلها أمام شارع الشيخ قمر وامتداده.
وصف دقيق لقصرالسكاكيني:
وهو فن ينتمي إلى الزخرفة في العمارة والديكور الداخلي والخارجي وكذلك الأثاث والتصوير والنحت،
وهو فن منبثق من المحارة غير المنتظمة، وقد كانت بداية ظهور هذا الفن في فرنسا إبان القرن الـ18 الميلادي،
حيث بنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالي قد رأه حبيب السكاكيني وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة،
يتكون القصر من 5 طوابق، الطابق الأول يتكون من 4 غرف، والثاني مكون من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين،
أماالصالة الرئيسية تبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع، وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر،
ومجموع غرف القصر تبلغ 50 غرفة، ويحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب،
و300 تمثال منهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر.
كما يحوى حديقة دائرية حوله غنية بالأشجار والورود، وعلى الرغم من عدم اتساع الحديقة المحيطة بالقصر
إلا أنها ساعدت على عزل القصر نوعا من المباني الحديثة الموجودة فى محيط القصر من حوله.
ذات تصميم بيزنطي والمنتمي للعصور الوسطى كما يوجد نافورة جميلة من الرخام بدورين تزين المكان.
وأشهرها الطراز الرومانسكي وأيضاً الطراز الإيطالى والرومانى واليونانى والذي يتضح في الزجاج،
وتتبلور داخل القصر عناصر زخرفية تاريخية ومهمة تنتمي لطرز الركوكو والباروك،
بالإضافة إلى عناصر زخرفية إسلامية متمثلة في المحاريب وعنصر المفروكة في قاعة الاستقبال على السياج الخشبي،
والقصر تعلوه قباب مخروطية الشكل رائعة الجمال جذابة لكل زائر.
ففي الطابق الاول توجد لوحة زيتية في سقف حجرة الطعام، ويحيط بها إطار ثماني الشكل كما إنه يظهر بها اللون الأزرق الفاتح
من الألوان الزيتية الاخرى وهذه اللوحة لسيدة عارية وبجوارها سيدة أخري تحمل باقة ورود،
والثانية لسيدة عارية أيضاً بجوارها طفل صغير وحولها رسوم لملائكة مجنحة تتميز بالدقة والوضوح ورائعة الجمال.
كما يزيد القصر جمالاً من أمام المدخل نافورة جميلة جدا خاصة بالقصر مصنوعة من الرخام
وهي دورين بها زخارف لرؤوس السباع رائعة الجمال، وبجانبها تمثالان يجسدان اسدا جالسا مصنوعا من الرخام أيضاً
ويخرج الماء من فمه، ويوجد أيضاً تمثال نصفي رخامي محمول على قاعدة رخامية على واجهة القصر
وهو لصاحبه حبيب بيك السكاكيني.
تاريخ انتقال ملكية قصر السكاكيني الى الدولة:
إلى حبيب بيك السكاكينى.
هذا بخلاف ما تم تحطيمه وكسره من تماثيل مثل تماثيل الأسود أمام حديقة القصر وغيرها والذى تم رصده بعد عملية السرقة،
وجميعهم اختفوا وتعرض القصر ايضاً لبعض الانهيار والشروخ نتيجة الإهمال فضلاً عن اختفاء بعض النقوش والتماثيل
التي تحيطه من كل جانب تحت الأتربة والتلوث البيئي.
لوزارة الصحة، كمّا تنازلت باقى الأسرة جميعهم عن القصر للحكومة وبذلك أصبح القصر سنة 1961 ميلادي
احد المقرات الهامة للدولة وخاصة بالحكومة بالمصرية.
والتي لم تكن الجهة المؤهلة لوراثة مثل هذا القصر طبقاُ لقوانين مصر وتاريخ القصر.
تسجيل قصر السكاكيني بهيئة الاثار:
وتابع لوزارة الصحة، وذلك بأمر من محافظ القاهرة فى ذلك الوقت.
وبالفعل تم نقل بعض المعروضات الهامة إلى إمبابة والبقية قد تم تخزينها وقتئذ في بدروم أسفل القصر.
وذلك طبقاً لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لعام 1987، ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار المصري.
واخرهم اعلان الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرى في عام 2003 ميلادي ،
ان الحكومة المصرية وقتئداً تعتزم ترميم القصر وتحويله إلى أكبر متحف لتاريخ علوم الطب عبر العصور،
لذا أغلق القصر أمام الجمهور، وأصبح مقرًا رئيسيًا لحى وسط القاهرة التابع لوزارة الأثار فى ذلك الوقت.
قصر السكاكيني فى العصر الحديث:
والنظرة للقصر من الخارج لن تعطى الانطباع الصحيح ابدا عن مساحته الشاسعة وقيمته النفيسه.
على الأسلوب المعماري الفريد الذي جمع في طرازه المعماري مختلف فنون العمارة، بمدارسها التي تتنوع فيها العمارة
الإسلامية والفرعونية بل والصينية أيضاً، إلى جانب فنون النهضة الأوروبية.
على المبادىء العلمية لأصول الترميم والتجديد والعودة بالقصر إلى الحالة التى تتناسب مع قيمته الفنية والأثرية
وتم ذلك بل واصبح القصر حالياً مفتوح للزائرين وغالباً من طلبة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية والعاشقين لفن النحت
ومشاهدة فن العمارة والتحف النادرة من التماثيل والزخارف وروعة التصميم يقضون فيه الساعات لدراسة التماثيل
والزخارف التي تملأ القصر، للدراسة والبحث والأستمتاع والتعلم.
من جانب هيئه الاثار المصرية لكل الزائرين ومرحب بالجميع.