recent
أخبار ساخنة

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين

تحنيط الذات عند البوذيين:

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين


منذ أكثر من 1000 عام مضى طورت طائفة مقصورة على فئة معينة تعرف باسم شينغون -

جمعت بين عناصر من البوذية والشنتو القديمة والطاوية والديانات الأخرى ممارسة تحنيط الجسد الحي فى تفاصيل تبدو مرعبة

وكان الهدف هو إظهار الفعل النهائي للانضباط الديني خلال القرون المنقضية ، فقد سجلت الديانة البوذية انتشاراً واسعاً في

شرق القارة الآسيوية وبالتزامن مع احتكاكها بثقافات جديدة فقد شهدت تنوعاً ظهرت على اثره مدارس عديدة مختلفة

واتجه عدد من المدارس البوذية إلى اعتماد تقاليد وطقوس غريبة وفريدة من نوعها ومرعبة فى طياتها ،

ولعل أبرزها ما يعرف بتحنيط الذات او سوكوشينبوتسو.

ولعل بالبحث التاريخي في تفاصيل التحنيط الذاتي عند البوذيين فقد اكتشفنا ان هذه العادة الغريبة

ظهرت بمحافظة ياماغاتا اليابانية ضمن متبعى الديانة البوذية المنتمين لمدرسة شينغون ،

والذين تميزوا بزهدهم وسعيهم للتشبه بسيدهارتا غوتاما (بوذا) وحينها سجلت تقاليد التحنيط الذاتي انتشاراً واسعاً

ما بين القرنين الحادي عشر والتاسع عشر ، وذلك قبل صدور مرسوم حكومي ياباني منع هذه الممارسة

بعد تصنيفها كنوع من أنواع عمليات الانتحار. 

وعلى الرغم من ذلك، واصل عدد من الرهبان ممارسة التحنيط الذاتي بشكل سري اعتقاداً منهم بالزهد والالتزام الديني البوذي.


السبب في ظهور التحنيط الذاتي:

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين

يعود السبب الاول في ظهور ما يعرف بالتحنيط الذاتي إلى الراهب البوذي الياباني كوكاي -

والذي عاش خلال القرن التاسع ميلادي وأثناء حياته اسس كوكاي مدرسة شينغون واضعاً اهم قواعدها

ومن ضمنها بدايات محاولات التحنيط الذاتي وبعد وفاته بنحو قرنين من الزمن ظهرت بين اتباعه عادة التحنيط الذاتي

استناداً على قصة غريبة تفيد بأن كوكاي حي وانه اقدم على الجلوس في وضعية تأمل داخل القبر

ليعود للحياة بعد مرور السنوات من اجل مساعدة الناس على بلوغ درجة النيرفانا

التي تخلو من المعاناة والمؤثرات الخارجية وترتكز حول الحياه الدينيه الزاهده.


اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين:

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين

عند الخوض فى تفاصيل التحنيط الذاتي عند البوذيين سنجد اسرار وتقاليد مرعبة 

هم بشر حولوا انفسهم إلى مومياوات قبل موعد وفاتهم وبالبحث وجدنا مومياء راهب بوذي داخل تمثال

يعود إلى القرن الحادي عشر فقد مات الراهب "ليوكوان" منذ اكثر من 1000 سنه ميلادي ،

وذلك بعدما عرض جسده لعملية شاقة استمرت ست سنوات من الجوع والجفاف بغرض تحنيط نفسه بشكل ذاتي ،

وتم اكتشاف جثمانه داخل تمثال لـ بوذا

اجرى اشعة مقطعية للتمثال وما بداخله واكد البحث أن التمثال يحتوى بقايا محفوظة جيدًا للراهب

و تم إزالة أعضاء الراهب البوذي.

ويعتقد أن الراهب هو المعلم الصينى ، ليوكوان واستخدام الباحثون منظارا داخليا مصنوعا خصيصاً لدراسة المومياء ،

واخذ "فيرميدن" عينات من مادة مجهولة الهوية وفحص تجاويف الصدر والبطن.

وأجرى فحص بالأشعة المقطعية أظهر بشكل واضح كيف تبدو المومياء بالداخل واخذ عينات من مادة العظام

لاختبار الحمض النووى.

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين

وبعد دراسه ما سبق من العلماء المتخصصون فقد رجحوا أن هذا الاكتشاف يعكس مثالاً على التحنيط الذاتي ،

حيث قام الرهبان بطقوس لتحنيط أنفسهم حتى الموت.

وبالعوده لبعض تفاصيل عملية التحنط الذاتي المكتشفه فأتضح ان خلال الألف يوم الاولى توقف الراهب عن تناول الطعام

باستثناء الفواكه وقام بنشاط بدنى مكثف لتجريد نفسه من كل دهون الجسم

وخلال الألف يوم التالية ، اقتصر نظامه الغذائى على اللحاء والجذور فقط ،

وقرب نهاية هذه الفترة، كان يشرب الشاى السام المصنوع من عصارة شجرة اوروشى ،

مما تسبب فى القىء وفقدان سريع لسوائل الجسم، كما أنه يعمل كمادة حافظة وقتل الديدان والبكتيريا

التى من شأنها أن تتسبب فى فساد الجسم بعد الموت.

اما فى المرحلة الأخيرة وبعد اكثر من ست سنوات من الاستعداد العنيف ،

كان الراهب يحبس نفسه فى قبر حجري بالكاد أكبر من جسده بقليل ، حيث يدخل ويظهر فى حالة تأمل

وظهركانه جالساً فى وضع اللوتس ، ولن ينتقل منه حتى وفاته ، وفى كل يوم قرع الراهب الجرس

ليخبر العالم الخارجي انه لا يزال على قيد الحياة ، حتى توقف الجرس عن الرنين فأعلن وفاته وفى نهاية هذه الفترة

تم فتح القبر لمعرفة ما إذا كان الراهب قد نجح فى تحنيط نفسه ...

وبالفعل تم العثور على الجثة فى حالة محفوظة فقد تم رفع الراهب إلى مرتبة بوذا، وتم إخراج جسده من القبر

ووضعه فى معبد حيث كان يعبد ويوقر حسب معتقداتهم ، اما اذا كان الجسد قد تحلل ،

فيتم اعادة الراهب الى قبره ولا يعبد ولا يوقر.


معتقدات الرهبان البوذيين في تحنيط الذات:

اسرار التحنيط الذاتي عند البوذيين

خلافاً لما نقله المرسوم الحكومي الياباني ، لم يعتبر الرهبان البوذيون المنتمون لمدرسة شينغون التحنيط الذاتي عملية انتحار

بل على العكس من ذلك فقد اعتبر هؤلاء ممارسة ما يعرف بسوكوشينبوتسو نوعاً من أنواع عمليات التنوير. 

وقبل التحنيط الذاتي يتجه الرهبان البوذيون إلى اعتماد نظام غذائي معقد كما اوضحنا بعاليه

في سعي منهم إلى تجفيف اجسادهم والقضاء على البكتيريا التي قد تتواجد بداخله ، املاً في منع تحلل الجسد عقب الوفاة.

وتعد مومياء الراهب شينيوكاي-شونين واحدة من أبرز المومياوات، حيث عاش الأخير ما بين عامي 1687 : 1783

قبل ان يقدم على ممارسة التحنيط الذاتي في عمر ناهز السادسة والتسعين. 

كما يعد الراهب بوكاي آخر من مارس التحنيط الذاتي ، ففي عام 1903 أقدم على ممارسة هذه الطقوس الغريبة المرعبة ،

متحدياً القرار الحكومي وسخرية الناس الذين لم يترددوا في مناداته بالمجنون.



google-playkhamsatmostaqltradent